Read Anywhere and on Any Device!

Subscribe to Read | $0.00

Join today and start reading your favorite books for Free!

Read Anywhere and on Any Device!

  • Download on iOS
  • Download on Android
  • Download on iOS

النحلة مايا ومغامراتها

النحلة مايا ومغامراتها

Waldemar Bonsels
0/5 ( ratings)
تاب "النحلة مايا ومغامراتها" هو الكتاب الأكثر شهرة والأكثر نجاحاً للكاتب فالديمار بونسلز، المولود بتاريخ 23/2/1881 في أهرنزبورغ قرب هامبورغ، والذي توفي بتاريخ 31/7/1952 في أمباخ على بحيرة شتارنبرغر. ورحلة حياته التي قادته من شمال ألمانية إلى جنوبها لم تكن رحلة غير معهودة لابن طبيب. كان بونسلز قد بدأ وهو في ال 17 من عمره في الترحال والسفر عبر ألمانية، وأوروبة، والهند، ومصر، واكتشاف شمال وجنوب أمريكة فيما بعد. ومنذ العام 1906 تم الاعتراف به قاصاً جيداً وكاتباً جاداً، أما وقد ذاعت شهرته مؤلفاً لكتب الأطفال الكلاسيكية فهو نفسه لم يعلم بذلك...!

ومثلما كان الحال في كثير من الأعمال الكبيرة لأدب الأطفال فقد جاءت إشاءة الاهتمام بها من قبل أطفاله. فهو من بدأ حكاياته لهم في الثلاثين من عمره عام 1911، حيث كان يقص لهم عن نحلة صغيرة طارت من خليتها التي ضاقت بها إلى العالم الفسيح بغية اكتشافه، ولكنها عادت أخيراً إلى وطنها في اختبار الغربة والتارحال قبل أن يستقر في موطن دائم.

صحيح أن النحلة الصغيرة ومنذ يومها الأول تعلمت عن طريق معلمتها الصارمة والطيبة، كاساندرا، أن تكون أمينة في وفائها لخدمة شعبها وملكتها، ولكنها عندما شاهدت عظمة العالم الزاهي، قررت بتصميم راسخ مفاجئ، ألا تعود أبداً إلى "مدينة النحل المعتمة"، وألا تبقى هناك مجرد نحلة شغالة "ناقلة للعسل أو عاملة في تهيئة الشمع"، إذ أرادت أن تنضج من خلال تجاربها في هذا العالم، لتتعرف على حقوقها وواجباتها حقاً، وكي تكسب في الوقت ذاته الخبرة التي تتيح لها إسداء خدمة "من أجل رفاهية دولتها".

إن هذه الرسالة الأخلاقية التي قدمتها مايا ليست هي وحدها التي نالت محبة قرائها اليافعين ذكوراً وإناثاً، وإنما أيضاً بسبب، شقاوتها وعصيانها غير المبالي، وبسبب فضولها، وثقتها الطفولية البريئة، وشجاعتها ومغامراتها العفوية المرحة ومشاعرها الصادقة نحو الجميع ممن هم في حالة بؤس وعوز. حتى الحشرات الأخرى التي صادفتها، مثل الذبابة بوك، وجعل القشور فريدولين، والشاعر ذي النقاط السبع، حتى العنكبوت تيكلا، كلها نماذج لشخصيات يمكن للأطفال أن يتقبلوها ويفهموها. إنها مشابهة لتلك النماذج البشرية التي يصادفونها في محيطهم. فأشخاص الرواية: مرحون، يداخلهم الخوف، غير شكورين، مندفعون للمساعدة، متفاخرون، متشككون. ولكنهم يظلون حشرات، يعبرون -عرضاً دونما قصد- عما يهمهم عن ذواتهم، من أجل أن يعيشوا، وأن يتواصلوا وأن ينزعوا القناع عن عالم البشر حتى وإن كان ذلك من منظورهم الخاص.

ولكن كل ذلك يضمحل أمام الشخصية الرئيسية التي كانت تود قبل كل شيء أن ترى ما هو حسن وجيد وليس السخط أو الغضب فحسب، بل حزنت تلك الشخصية عندما اكتشفت هذا القدر الكبي من السوء والشر الذي يوجد في هذا العالم. وهي بطيبتها تسحر العالم من حولها مثلما كان الحال مع فراش الليل بسحنته المتواضعة، فقد تعجب كيف أن النحلة الصغيرة رأت فيه "ما هو جميل فحسب"، وكيف نظرت إلى موت الضابط من الدبابير، ذاك الذي لم تعد ترى فيه ذلك العدو، بل صارت تراه مخلوقاً، مثلما هي تماماً.

وقد عرف فالديمار بونسلز كيف يصوغ مثل هذه المواقف بلغة شعرية رائعة. فوجه الفراشة شنوك "بدا هرماً لكثرة ما مر عليها من تجارب"، وإن الجني لم يضحك من ضحالة معرفة مايا، "بل إنه يساعد فقر أفكارها كلما جانبها الصواب"، وبدا لها كما لو أن "الضوء الآتي من القمر هو الذي يصنع الموسيقا بانسيابه" وليس "صرارة الليل المترنحة التي تصدر ذلك اللحن الفضي"، ومن ثم حكاية العنكبوت النساج هانيبال وفقدانه لساقه التي أشارت لها مايا بملاحظة جاءت مناسبتها في غاية الروعة "إن رجلاً مقطوعة لا يمكنها أن تدب".
Language
Arabic
Pages
263
Release
January 01, 1912

النحلة مايا ومغامراتها

Waldemar Bonsels
0/5 ( ratings)
تاب "النحلة مايا ومغامراتها" هو الكتاب الأكثر شهرة والأكثر نجاحاً للكاتب فالديمار بونسلز، المولود بتاريخ 23/2/1881 في أهرنزبورغ قرب هامبورغ، والذي توفي بتاريخ 31/7/1952 في أمباخ على بحيرة شتارنبرغر. ورحلة حياته التي قادته من شمال ألمانية إلى جنوبها لم تكن رحلة غير معهودة لابن طبيب. كان بونسلز قد بدأ وهو في ال 17 من عمره في الترحال والسفر عبر ألمانية، وأوروبة، والهند، ومصر، واكتشاف شمال وجنوب أمريكة فيما بعد. ومنذ العام 1906 تم الاعتراف به قاصاً جيداً وكاتباً جاداً، أما وقد ذاعت شهرته مؤلفاً لكتب الأطفال الكلاسيكية فهو نفسه لم يعلم بذلك...!

ومثلما كان الحال في كثير من الأعمال الكبيرة لأدب الأطفال فقد جاءت إشاءة الاهتمام بها من قبل أطفاله. فهو من بدأ حكاياته لهم في الثلاثين من عمره عام 1911، حيث كان يقص لهم عن نحلة صغيرة طارت من خليتها التي ضاقت بها إلى العالم الفسيح بغية اكتشافه، ولكنها عادت أخيراً إلى وطنها في اختبار الغربة والتارحال قبل أن يستقر في موطن دائم.

صحيح أن النحلة الصغيرة ومنذ يومها الأول تعلمت عن طريق معلمتها الصارمة والطيبة، كاساندرا، أن تكون أمينة في وفائها لخدمة شعبها وملكتها، ولكنها عندما شاهدت عظمة العالم الزاهي، قررت بتصميم راسخ مفاجئ، ألا تعود أبداً إلى "مدينة النحل المعتمة"، وألا تبقى هناك مجرد نحلة شغالة "ناقلة للعسل أو عاملة في تهيئة الشمع"، إذ أرادت أن تنضج من خلال تجاربها في هذا العالم، لتتعرف على حقوقها وواجباتها حقاً، وكي تكسب في الوقت ذاته الخبرة التي تتيح لها إسداء خدمة "من أجل رفاهية دولتها".

إن هذه الرسالة الأخلاقية التي قدمتها مايا ليست هي وحدها التي نالت محبة قرائها اليافعين ذكوراً وإناثاً، وإنما أيضاً بسبب، شقاوتها وعصيانها غير المبالي، وبسبب فضولها، وثقتها الطفولية البريئة، وشجاعتها ومغامراتها العفوية المرحة ومشاعرها الصادقة نحو الجميع ممن هم في حالة بؤس وعوز. حتى الحشرات الأخرى التي صادفتها، مثل الذبابة بوك، وجعل القشور فريدولين، والشاعر ذي النقاط السبع، حتى العنكبوت تيكلا، كلها نماذج لشخصيات يمكن للأطفال أن يتقبلوها ويفهموها. إنها مشابهة لتلك النماذج البشرية التي يصادفونها في محيطهم. فأشخاص الرواية: مرحون، يداخلهم الخوف، غير شكورين، مندفعون للمساعدة، متفاخرون، متشككون. ولكنهم يظلون حشرات، يعبرون -عرضاً دونما قصد- عما يهمهم عن ذواتهم، من أجل أن يعيشوا، وأن يتواصلوا وأن ينزعوا القناع عن عالم البشر حتى وإن كان ذلك من منظورهم الخاص.

ولكن كل ذلك يضمحل أمام الشخصية الرئيسية التي كانت تود قبل كل شيء أن ترى ما هو حسن وجيد وليس السخط أو الغضب فحسب، بل حزنت تلك الشخصية عندما اكتشفت هذا القدر الكبي من السوء والشر الذي يوجد في هذا العالم. وهي بطيبتها تسحر العالم من حولها مثلما كان الحال مع فراش الليل بسحنته المتواضعة، فقد تعجب كيف أن النحلة الصغيرة رأت فيه "ما هو جميل فحسب"، وكيف نظرت إلى موت الضابط من الدبابير، ذاك الذي لم تعد ترى فيه ذلك العدو، بل صارت تراه مخلوقاً، مثلما هي تماماً.

وقد عرف فالديمار بونسلز كيف يصوغ مثل هذه المواقف بلغة شعرية رائعة. فوجه الفراشة شنوك "بدا هرماً لكثرة ما مر عليها من تجارب"، وإن الجني لم يضحك من ضحالة معرفة مايا، "بل إنه يساعد فقر أفكارها كلما جانبها الصواب"، وبدا لها كما لو أن "الضوء الآتي من القمر هو الذي يصنع الموسيقا بانسيابه" وليس "صرارة الليل المترنحة التي تصدر ذلك اللحن الفضي"، ومن ثم حكاية العنكبوت النساج هانيبال وفقدانه لساقه التي أشارت لها مايا بملاحظة جاءت مناسبتها في غاية الروعة "إن رجلاً مقطوعة لا يمكنها أن تدب".
Language
Arabic
Pages
263
Release
January 01, 1912

Rate this book!

Write a review?

loader