الكتاب الذى أعده وترجمه الروائى الشاب نائل الطوخى، جاء فى ١١٧ صفحة من القطع المتوسط.
ويبدأ بقصيدتين أولاهما هى «الثقافة العبرية» لـ «أهارون شبتاى» أحد الشعراء الإسرائيليين المعاصرين، والثانية بعنوان «ماذا تسمونها» للشاعرة والفنانة التشكيلية تال كوهين باخور تقول فيها: تسمونها حربا / هو لا يزال احتلالا / تسمونه عدلا / هو لا يزال احتلالا/ تقولون إنها ملكنا / هو لا يزال احتلالا.
ثم تأتى الدراسة الأولى لإيلان بابيه أحد أبرز المؤرخين الجدد فى إسرائيل، الذى يصف نفسه بأنه معادٍ للصهيونية، تحمل الدراسة عنوان «عن تخريب المدن الفلسطينية فى ربيع ١٩٤٨ قبل إعلان الاستقلال بشهر»، واللافت أن بابيه يصدر دراسته بمقطع شعرى لمحمود درويش من قصة السنديان يقول فيها «الحروب تعلمنا أن نحب التفاصيل: شكل مفاتيح أبوابنا / أن نمشط حنطتنا بالرموش ونمشى خفافا على أرضنا»، ثم يرصد المؤرخ الطريقة الوحشية التى استخدمت فى القضاء على المدن والقرى الفلسطينية بواسطة آلة الحرب الصهيونية التى قادها زعيم الدولة الناشئة دافيد بن جوريون، لافتا إلى المفارقة فى مذكرات هذا القائد العسكرى الذى تجاهل تماما الأحداث الدموية فى الفترة بين ١ أبريل و١٥ مايو ١٩٤٨، وهى الفترة التى كثف فيها هجماته بغرض تطهير القرى من العرب، وتم طرد أكثر من مائة وخمسين ألف فلسطينى من منازلهم بالمدن ثم طرد أكثر من ٧٠ ألفا من سكان اللد والرملة بعد تدمير المدينتين والقرى المحيطة بهما، عشية إقامة الدولة اليهودية وقبل دخول الجيوش العربية إلى أراضيهما.
ويستطرد بابيه فى تناول المدن والقرى الفلسطينية التى تم تهجير أهلها أو إبادتهم بطرق وحشية لتحقيق «نبوءة التطهير» أو نبوءة المدن اليهودية الطاهرة التى كانت حجر الأساس للسياسة التى انتهجها بن جوريون ومؤسسته العسكرية، ويصف بابيه طريقة اجتياح اليهود لمدينة طبرية بدحرجة عبوات متفجرة على المنخفضات إلى الأحياء العربية.
ويذكر أيضا القيادة الإسرائيلية بأنها قامت باجتثاث حوالى ٦٠ ألفا من السكان الفلسطينيين لحيفا فى عملية حملت اسما يثير القشعريرة وهو «المقص» وفى عكا الحصينة لجأت القوات الإسرائيلية إلى حيلة أخرى للقضاء على سكان البلدة الذين وصل عددهم إلى ١٥ ألفا، وهى إلقاء جراثيم التيفود فى المجرى المائى المتجه إلى البلدة.
ويتابع المؤرخ وصف الأحداث الدموية التى تم بها إخلاء مدن وقرى لا حصر لها فى القدس الغربية وصفد وبيسان ويافا، كما يشير إلى عمليات النهب والسرقة المنظمة التى قام بها المحتلون، ويسخر من تفسير بن جوريون لرفضه حق العودة، الذى يبرره الأخير بأن الفلسطينيين تركوا أرضهم ورحلوا بشكل غير مفهوم، دون أن يجبرهم أحد على ذلك، ويوضح المؤرخ تلك المغالطة باعتبارها أصبحت جزءا من العقيدة العامة للإسرائيليين رغم كونها مغالطة تاريخية واضحة تحاول تجنب الإشارة إلى «هولوكست جديدة» نظمها اليهود ضد عرب فلسطين.
وفى المقال الثانى يحكى الباحث جيش عاميت، المهتم بالمكتبات اليهودية والوطنية، قصة قيام وانهيار الكتاب الفلسطينى مستعيدا ما جرى منذ حرب ٤٨ للكتب الفلسطينية، وكيف تم تجميع ٤٠ ألف كتاب فى مخازن بيافا وحيفا والناصرة والقدس، وعرضت عشرات الآلاف من الكتب فى مكتبة عامة ثم الاتجاه إلى بيعها أو فرمها باعتبارها غير قابلة للاستعمال نظرا لما تتضمنه من أفكار لا تلائم الدولة اليهودية الناشئة، والأمر نفسه انطبق على تعليم اللغة العربية فى المدارس لإضفاء مظهر ديمقراطى على الدولة اليهودية مع مراعاة التأكيد على حق اليهود فى أرض فلسطين، ومن ثم جاءت المناهج ممتلئة بالمغالطات والأخطاء التاريخية أو ما يمكن تسميته «تزييف التاريخ».
وفى المقال الثالث يستدعى الناشط اليسارى حاييم هانجبى ذكريات الطفولة مع جيرانه العرب، ثم يمزج بين هذه الذكريات وحوار إنسانى أجراه مع قيادى فى حركة فتح اكتشف فيما بعد أنه كان جاره فى نفس الحى الذى نشأ فيه، ويسأله القيادى الفتحاوى عن خلايا النحل التى تركها فى حديقة منزله القديم، فيتذكر الصحفى الإسرائيلى تلك الخلايا التى كان ينهل منها وهو صبى مع أقرانه بدافع العبث الطفولى ويختار الكاتب لمقاله عنوانا مؤثرا هو «العسل الفلسطينى الذى سرقه اليهود».
الكتاب مطعم بالقصائد الشعرية التى تعرض فى معظمها وجهة نظر اليسار الإسرائيلى من الاضطهاد والعنف والأحداث الدموية التى تعرض لها الفلسطينيون منذ حرب ٤٨ وحتى حرب غزة .
الكتاب الذى أعده وترجمه الروائى الشاب نائل الطوخى، جاء فى ١١٧ صفحة من القطع المتوسط.
ويبدأ بقصيدتين أولاهما هى «الثقافة العبرية» لـ «أهارون شبتاى» أحد الشعراء الإسرائيليين المعاصرين، والثانية بعنوان «ماذا تسمونها» للشاعرة والفنانة التشكيلية تال كوهين باخور تقول فيها: تسمونها حربا / هو لا يزال احتلالا / تسمونه عدلا / هو لا يزال احتلالا/ تقولون إنها ملكنا / هو لا يزال احتلالا.
ثم تأتى الدراسة الأولى لإيلان بابيه أحد أبرز المؤرخين الجدد فى إسرائيل، الذى يصف نفسه بأنه معادٍ للصهيونية، تحمل الدراسة عنوان «عن تخريب المدن الفلسطينية فى ربيع ١٩٤٨ قبل إعلان الاستقلال بشهر»، واللافت أن بابيه يصدر دراسته بمقطع شعرى لمحمود درويش من قصة السنديان يقول فيها «الحروب تعلمنا أن نحب التفاصيل: شكل مفاتيح أبوابنا / أن نمشط حنطتنا بالرموش ونمشى خفافا على أرضنا»، ثم يرصد المؤرخ الطريقة الوحشية التى استخدمت فى القضاء على المدن والقرى الفلسطينية بواسطة آلة الحرب الصهيونية التى قادها زعيم الدولة الناشئة دافيد بن جوريون، لافتا إلى المفارقة فى مذكرات هذا القائد العسكرى الذى تجاهل تماما الأحداث الدموية فى الفترة بين ١ أبريل و١٥ مايو ١٩٤٨، وهى الفترة التى كثف فيها هجماته بغرض تطهير القرى من العرب، وتم طرد أكثر من مائة وخمسين ألف فلسطينى من منازلهم بالمدن ثم طرد أكثر من ٧٠ ألفا من سكان اللد والرملة بعد تدمير المدينتين والقرى المحيطة بهما، عشية إقامة الدولة اليهودية وقبل دخول الجيوش العربية إلى أراضيهما.
ويستطرد بابيه فى تناول المدن والقرى الفلسطينية التى تم تهجير أهلها أو إبادتهم بطرق وحشية لتحقيق «نبوءة التطهير» أو نبوءة المدن اليهودية الطاهرة التى كانت حجر الأساس للسياسة التى انتهجها بن جوريون ومؤسسته العسكرية، ويصف بابيه طريقة اجتياح اليهود لمدينة طبرية بدحرجة عبوات متفجرة على المنخفضات إلى الأحياء العربية.
ويذكر أيضا القيادة الإسرائيلية بأنها قامت باجتثاث حوالى ٦٠ ألفا من السكان الفلسطينيين لحيفا فى عملية حملت اسما يثير القشعريرة وهو «المقص» وفى عكا الحصينة لجأت القوات الإسرائيلية إلى حيلة أخرى للقضاء على سكان البلدة الذين وصل عددهم إلى ١٥ ألفا، وهى إلقاء جراثيم التيفود فى المجرى المائى المتجه إلى البلدة.
ويتابع المؤرخ وصف الأحداث الدموية التى تم بها إخلاء مدن وقرى لا حصر لها فى القدس الغربية وصفد وبيسان ويافا، كما يشير إلى عمليات النهب والسرقة المنظمة التى قام بها المحتلون، ويسخر من تفسير بن جوريون لرفضه حق العودة، الذى يبرره الأخير بأن الفلسطينيين تركوا أرضهم ورحلوا بشكل غير مفهوم، دون أن يجبرهم أحد على ذلك، ويوضح المؤرخ تلك المغالطة باعتبارها أصبحت جزءا من العقيدة العامة للإسرائيليين رغم كونها مغالطة تاريخية واضحة تحاول تجنب الإشارة إلى «هولوكست جديدة» نظمها اليهود ضد عرب فلسطين.
وفى المقال الثانى يحكى الباحث جيش عاميت، المهتم بالمكتبات اليهودية والوطنية، قصة قيام وانهيار الكتاب الفلسطينى مستعيدا ما جرى منذ حرب ٤٨ للكتب الفلسطينية، وكيف تم تجميع ٤٠ ألف كتاب فى مخازن بيافا وحيفا والناصرة والقدس، وعرضت عشرات الآلاف من الكتب فى مكتبة عامة ثم الاتجاه إلى بيعها أو فرمها باعتبارها غير قابلة للاستعمال نظرا لما تتضمنه من أفكار لا تلائم الدولة اليهودية الناشئة، والأمر نفسه انطبق على تعليم اللغة العربية فى المدارس لإضفاء مظهر ديمقراطى على الدولة اليهودية مع مراعاة التأكيد على حق اليهود فى أرض فلسطين، ومن ثم جاءت المناهج ممتلئة بالمغالطات والأخطاء التاريخية أو ما يمكن تسميته «تزييف التاريخ».
وفى المقال الثالث يستدعى الناشط اليسارى حاييم هانجبى ذكريات الطفولة مع جيرانه العرب، ثم يمزج بين هذه الذكريات وحوار إنسانى أجراه مع قيادى فى حركة فتح اكتشف فيما بعد أنه كان جاره فى نفس الحى الذى نشأ فيه، ويسأله القيادى الفتحاوى عن خلايا النحل التى تركها فى حديقة منزله القديم، فيتذكر الصحفى الإسرائيلى تلك الخلايا التى كان ينهل منها وهو صبى مع أقرانه بدافع العبث الطفولى ويختار الكاتب لمقاله عنوانا مؤثرا هو «العسل الفلسطينى الذى سرقه اليهود».
الكتاب مطعم بالقصائد الشعرية التى تعرض فى معظمها وجهة نظر اليسار الإسرائيلى من الاضطهاد والعنف والأحداث الدموية التى تعرض لها الفلسطينيون منذ حرب ٤٨ وحتى حرب غزة .