Read Anywhere and on Any Device!

Subscribe to Read | $0.00

Join today and start reading your favorite books for Free!

Read Anywhere and on Any Device!

  • Download on iOS
  • Download on Android
  • Download on iOS

شبابيك

شبابيك

يزن الحاج
3.1/5 ( ratings)
- الإنسان مشفوعاً بعكس نفسه، ومجبراً على تأخير أولوياته

منذ إطلالته من الشباك الأول يبدو الإنسان وهو محور مجموعة يزن الحاج مشفوعاً بشيئ غيره هو، وغير قادر على المضي قدماً في الحياة، وفق أولوياته، وما يعرقل هذا المضي، حسب معظم قصص الحاج، إرادات مؤقتة، أكثر منها أنساق حياتية دائمة، ففي قصص الشجن الأربع، تتقاطع حياة الأشخاص مع هذه الإرادات التي تعرقلها ضمن خطة مؤقتة أو تلغيها ضمن تصرف غير مخطط له ولكنه مبرمج، وأعني بالبرمجة وجوده كمادة صلبة في الدساتير الاجتماعية والثقافية رغم التغير الذي يطرأ عليها كما حدث في قصة .‏

في قصة ذات العنوان الموفق، وهو ليس للكاتب حسبما فهمنا منه، تبدو عرقلة الأولويات أكثر وضوحاً، ويأتي رمز الخبز الذي لا أدري إن كان مقصوداً أم لا قاطعاً واضحاً باعتباره أولوية يومية أولى يتم تأخيرها ضمن التصرف المبرمج إياه، كما نفهم من القصة أن الديالوغ ليس ثابتاً بالرغم من تكراره شبه اليومي، إذ من الممكن أن يكسر الروتين تصرف ما أو قول ما يدخل على البرنامج كتحديث له إذا سمحتم لي بالتشبيه، فيعطيه نوعاً من التحدي والتحفيز.‏

يفتح الحاج الدرفة الثانية من شباك الشجن ليرى منها المشهد ذاته ولكن بشكل أكثر اتساعاً، ولكن من الممكن القول إن هذا الاتساع ضمن شباك واحد غير مستساغ، وحتى لا تكون عبارة قاسية أكثر من اللازم، يمكن تلطيفها بالقول إن الاتساع لا يمكن تذوقه دون الشعور بشيئ من الخلل في التفصيل فالقفز من هم إنساني محلي تقرأه بحواسك الخمس إلى هم إنساني دون ضوابط جغرافية تقرأه من خلال وسائل الإعلام بعيداً عن المعايشة هو قفز غير مبرر ولو كان الشجن ذا لون واحد وجغرافية واحدة كما قصد الحاج من وضع قصتي و خلف شباك واحد مع و، ومن الظلم وصف هذا الاتساع بالوطني لأنه إنساني في كل تفاصيله، يصف الحاج الطفل الفلسطيني قائلاً: الفعل الناتج هنا عن ثنائية الطفل والجدار، هو فعل الطفل السجين في أي جغرافية.‏

- الأنثى تترك فراغاً لتعود وتملأه من جديد في لعبة مستمرة‏

من الشباك الثاني يطل المؤلف على نفسه وهو فارغ من الأنثى في لحظة ثم مملوءاً بها في اللحظة التي تليها، ضمن لعبة مستمرة ليس لها نهاية متوقعة، وهنا يكمن تفوق الحكاية، الامتلاء هنا يشبه الجريمة، لأنه مثل كل جريمة، ناقص ومشوه وغير مبرر اجتماعياً، ووصف الفراغ من الأنثى بالجريمة متفق عليه ليس بحاجة إلى شرح، في قصة تملؤك المرأة بشذوذها عن المشهد المليئ بنساء ماجنات، في العكس تماماً، عدم وجود غيرها في المشهد، لذلك يتتبعها الكاتب حتى بحتها المغرية، وتنهدها الحارق، في تغليف وجودها بالرائحة العابرة للنوافذ، رغم أن بحث العينين لا الأنف عنها كان جارياً ، علاقتها غير المعلنة في وشبقها غير المعلن في ...‏

بعيداً داخل ذلك الطرح توجد حالات لالتقاط الفرح في أوقات آسنة وبطيئة الجريان، ما يوحد بين تلك الأوقات هو الفراغ الذي لا يملؤه سوى التلصص على أوقات الآخرين، من الآخرين لا يختار الحاج سوى الأنثى لأنها - حسب قناعته فيما يبدو- الوحيدة القادرة على ملء الفراغ وكسر ثقل الوقت، إلا أن الهدف هو أكبر من تزجية لهذا الثقل، الهدف الدائم المستمر هو التقاط الفرح سواء في تلك الأوقات أو غيرها، هو التقرب من الذات عبر الأنثى في لحظات كره الذات.ثمة مثال واضح على ذلك في قصة كبرياء، يقول الحاج واصفاً شعوره هو عند نزول فتيات الليل من الحافلة: بالمقابل يصف وجه المرأة الماشية مع طفلها المتفردة عن مشهد المجون: هي ذاتها المرأة التي كانت ترمق أجساد الفتيات وتتبسم لهن، التقت مع الحاج في إطار التقرب إلى الذات عبر الآخر.‏

- الاغتراب سيد الأدلة على فصامية المجتمع وجنونه‏

لم يضع الكاتب فصل تحت مسمى الشباك، ربما لأن العبارة ستأتي على الشكل التالي وهو سبب مقنع، وربما أراد بذلك كسر روتين الكتاب، وعلى أية حال في حالة الاغتراب عن المجتمع لا يعود لقناعات كثيرة تجذر حقيقي في النفس، إنها تهتز وتتخلخل لأن واضعيها أنفسهم باتوا محل شك واستفهام بالنسبة للمغترب.‏

في سبع قصص قصيرة جداً يرسم الكاتب لوحة قاتمة عن اليأس والخذلان والخوف والكسل، من خلال تحريك رموز ثابتة في الذاكرة، والهدف نفض الذاكرة من الاستقرار والرتابة، قصة التي لا تتجاوز أربعة أسطر حول فيها الجورب المثقوب إلى راية تصلح لاستقبال البطل الذي عاد يعرج متألماً إلى حارته بمعنى وفي قصة حاول الديك أن يمارس دوره في اليقظة فكان جزاؤه ضربة عقابية بالحذاء بعد أن فعلها في اليوم الأول،‏

وضربات استباقية قبل أن يفعلها في اليوم الثاني بمعنى .ما يهم هنا هو انزياح رموز البطل والراية والديك والحذاء لتتحول إلى رأي عام، فاستقبال البطل بالجوارب كان جماهيرياً وضرب الديك بالأحذية كان كذلك، هو مجتمع فصامي خارج على ذاته وأكبر دليل على ذلك هو الاغتراب الذي يعيشه أفراده عن قناعاته أي عنه هو.ثمة قصص عن العادي والمعروف مثل و ولم تخرجها عن عاديتها قوة المعالجة، وفي نهاية غير منطقية من ضمن سلسلة احتمالات كثيرة تبدو هذه النهاية أبعدها وقوعاً، أما تحويل العادي والمطروق إلى مبتكر وإبداعي فيجد مكانه في قصة حيث يمتد الخوف من الرجال ذوي الشوارب من الإنس إلى الجن.‏

- عقبة نظام الدين
Language
Arabic
Pages
88
Format
Paperback
Publisher
دار النهرين
Release
March 15, 2011

شبابيك

يزن الحاج
3.1/5 ( ratings)
- الإنسان مشفوعاً بعكس نفسه، ومجبراً على تأخير أولوياته

منذ إطلالته من الشباك الأول يبدو الإنسان وهو محور مجموعة يزن الحاج مشفوعاً بشيئ غيره هو، وغير قادر على المضي قدماً في الحياة، وفق أولوياته، وما يعرقل هذا المضي، حسب معظم قصص الحاج، إرادات مؤقتة، أكثر منها أنساق حياتية دائمة، ففي قصص الشجن الأربع، تتقاطع حياة الأشخاص مع هذه الإرادات التي تعرقلها ضمن خطة مؤقتة أو تلغيها ضمن تصرف غير مخطط له ولكنه مبرمج، وأعني بالبرمجة وجوده كمادة صلبة في الدساتير الاجتماعية والثقافية رغم التغير الذي يطرأ عليها كما حدث في قصة .‏

في قصة ذات العنوان الموفق، وهو ليس للكاتب حسبما فهمنا منه، تبدو عرقلة الأولويات أكثر وضوحاً، ويأتي رمز الخبز الذي لا أدري إن كان مقصوداً أم لا قاطعاً واضحاً باعتباره أولوية يومية أولى يتم تأخيرها ضمن التصرف المبرمج إياه، كما نفهم من القصة أن الديالوغ ليس ثابتاً بالرغم من تكراره شبه اليومي، إذ من الممكن أن يكسر الروتين تصرف ما أو قول ما يدخل على البرنامج كتحديث له إذا سمحتم لي بالتشبيه، فيعطيه نوعاً من التحدي والتحفيز.‏

يفتح الحاج الدرفة الثانية من شباك الشجن ليرى منها المشهد ذاته ولكن بشكل أكثر اتساعاً، ولكن من الممكن القول إن هذا الاتساع ضمن شباك واحد غير مستساغ، وحتى لا تكون عبارة قاسية أكثر من اللازم، يمكن تلطيفها بالقول إن الاتساع لا يمكن تذوقه دون الشعور بشيئ من الخلل في التفصيل فالقفز من هم إنساني محلي تقرأه بحواسك الخمس إلى هم إنساني دون ضوابط جغرافية تقرأه من خلال وسائل الإعلام بعيداً عن المعايشة هو قفز غير مبرر ولو كان الشجن ذا لون واحد وجغرافية واحدة كما قصد الحاج من وضع قصتي و خلف شباك واحد مع و، ومن الظلم وصف هذا الاتساع بالوطني لأنه إنساني في كل تفاصيله، يصف الحاج الطفل الفلسطيني قائلاً: الفعل الناتج هنا عن ثنائية الطفل والجدار، هو فعل الطفل السجين في أي جغرافية.‏

- الأنثى تترك فراغاً لتعود وتملأه من جديد في لعبة مستمرة‏

من الشباك الثاني يطل المؤلف على نفسه وهو فارغ من الأنثى في لحظة ثم مملوءاً بها في اللحظة التي تليها، ضمن لعبة مستمرة ليس لها نهاية متوقعة، وهنا يكمن تفوق الحكاية، الامتلاء هنا يشبه الجريمة، لأنه مثل كل جريمة، ناقص ومشوه وغير مبرر اجتماعياً، ووصف الفراغ من الأنثى بالجريمة متفق عليه ليس بحاجة إلى شرح، في قصة تملؤك المرأة بشذوذها عن المشهد المليئ بنساء ماجنات، في العكس تماماً، عدم وجود غيرها في المشهد، لذلك يتتبعها الكاتب حتى بحتها المغرية، وتنهدها الحارق، في تغليف وجودها بالرائحة العابرة للنوافذ، رغم أن بحث العينين لا الأنف عنها كان جارياً ، علاقتها غير المعلنة في وشبقها غير المعلن في ...‏

بعيداً داخل ذلك الطرح توجد حالات لالتقاط الفرح في أوقات آسنة وبطيئة الجريان، ما يوحد بين تلك الأوقات هو الفراغ الذي لا يملؤه سوى التلصص على أوقات الآخرين، من الآخرين لا يختار الحاج سوى الأنثى لأنها - حسب قناعته فيما يبدو- الوحيدة القادرة على ملء الفراغ وكسر ثقل الوقت، إلا أن الهدف هو أكبر من تزجية لهذا الثقل، الهدف الدائم المستمر هو التقاط الفرح سواء في تلك الأوقات أو غيرها، هو التقرب من الذات عبر الأنثى في لحظات كره الذات.ثمة مثال واضح على ذلك في قصة كبرياء، يقول الحاج واصفاً شعوره هو عند نزول فتيات الليل من الحافلة: بالمقابل يصف وجه المرأة الماشية مع طفلها المتفردة عن مشهد المجون: هي ذاتها المرأة التي كانت ترمق أجساد الفتيات وتتبسم لهن، التقت مع الحاج في إطار التقرب إلى الذات عبر الآخر.‏

- الاغتراب سيد الأدلة على فصامية المجتمع وجنونه‏

لم يضع الكاتب فصل تحت مسمى الشباك، ربما لأن العبارة ستأتي على الشكل التالي وهو سبب مقنع، وربما أراد بذلك كسر روتين الكتاب، وعلى أية حال في حالة الاغتراب عن المجتمع لا يعود لقناعات كثيرة تجذر حقيقي في النفس، إنها تهتز وتتخلخل لأن واضعيها أنفسهم باتوا محل شك واستفهام بالنسبة للمغترب.‏

في سبع قصص قصيرة جداً يرسم الكاتب لوحة قاتمة عن اليأس والخذلان والخوف والكسل، من خلال تحريك رموز ثابتة في الذاكرة، والهدف نفض الذاكرة من الاستقرار والرتابة، قصة التي لا تتجاوز أربعة أسطر حول فيها الجورب المثقوب إلى راية تصلح لاستقبال البطل الذي عاد يعرج متألماً إلى حارته بمعنى وفي قصة حاول الديك أن يمارس دوره في اليقظة فكان جزاؤه ضربة عقابية بالحذاء بعد أن فعلها في اليوم الأول،‏

وضربات استباقية قبل أن يفعلها في اليوم الثاني بمعنى .ما يهم هنا هو انزياح رموز البطل والراية والديك والحذاء لتتحول إلى رأي عام، فاستقبال البطل بالجوارب كان جماهيرياً وضرب الديك بالأحذية كان كذلك، هو مجتمع فصامي خارج على ذاته وأكبر دليل على ذلك هو الاغتراب الذي يعيشه أفراده عن قناعاته أي عنه هو.ثمة قصص عن العادي والمعروف مثل و ولم تخرجها عن عاديتها قوة المعالجة، وفي نهاية غير منطقية من ضمن سلسلة احتمالات كثيرة تبدو هذه النهاية أبعدها وقوعاً، أما تحويل العادي والمطروق إلى مبتكر وإبداعي فيجد مكانه في قصة حيث يمتد الخوف من الرجال ذوي الشوارب من الإنس إلى الجن.‏

- عقبة نظام الدين
Language
Arabic
Pages
88
Format
Paperback
Publisher
دار النهرين
Release
March 15, 2011

Rate this book!

Write a review?

loader