يعرف تشومسكي مكان الجرح أو الخلل، فهو لم يتصور أنه في يوم من الأيام سيكتب مقالة نقدية تنتج عنها ردة فعل قوية، مما يدفع صاحب "النيويورك تايمز" بأن يدرك فجأة مدى خطأ التعليمات والأوامر التي كان يصدرها لموظفيه من الصحيفة. فيما يتعلق بحقيقة الأخبار. بيد انه يؤمن أيضاً في قوة العقل، للاستدلال على الحقيقة بعناية. ولذا يقول تشومسكي لمحاوره وهو يبحث بنوع من الاستغراب لا أعرف لماذا يستمرون في نفاقهم" وذلك عندما كان يناقش معه بحنق مسألة "التظهير العرقي" في البوسنة، والذي أثار أيضاً أصوات يهود أميركيين، من الذين قضوا حياتهم وهم يكتمون بهدوء مسألة التطهير العرفي الذي بدأ في إسرائيل في عام 1948. ويشعر تشومسكي بظل، وقسوة ونفاقات السلطة بشكل أكثر من أي واحد آخر، انها حالة من الحيطة المستمرة. وانه من الصحيح أن تشومسكي عنده فهم جيد للتاريخ والسياسة المعاصرة، بحيث يتناول الموضوع بشجاعة فائقة، وما يقدمه تشومسكي فهو "صورة كبيرة مترابطة، مدعومة بحقيقة تشتمل على مئات الصور الصغيرة ومسارح منفردة للصراع، والنضال والقمع.
إلا أن هناك وجهة نظر غير متعاطفة مع تشومسكي، من أنه قد همش من قبل الثقافة المهيمنة أو السائدة. ولغاية الوقت الراهن فإن هذا الرجل الذي اعتبر من أعظم المفكرين البارزين الأميركيين، والذي لم يشاهد أو يقابل شبكات التلفزيون الأميركية، كان عرضه للافتراء والتشهير والأذى في الصحافة المشتركة. إن مثل هذا الذم والتشويه هو متوقع تماماً. فمعظم أعمال تشومسكي تستلزم الذاكرة، لتذكر كل شيء حول الموضوع. مثل المقالة التي كرمت أ.ج ميوست، حيث يثير فيها تشومسكي مسألة السياسة الأميركية تجاه اليابان في عقد الثلاثينات، بالنسبة للنخبة الحاكمة، هي بالتأكيد خارجة عن التقييدات. ولكن فوق ذلك، فهل كان تشومسكي مهمش حقاً؟ إذ توجد هناك منذ زمن طويل محاولات عنيفة لاقصائه وإبعاده عن أي مسرح تقليدي للتداول أو النقاش الفكري وخاصة فيما يتعلق بالمسائل الأكثر زخماً وأهمية في مناطق مختلفة من العالم وخاصة الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى وغيرها. بيد أن القول بأنه قد "همش" فهو قول لا ينطبق مع وزنه الفعلي في الثقافة ككل. إن أعظم منقبة لتشومسكي هي أن رسالته الأساسية بسيطة. والحوارات التي أجراها معه ديفيد بارسميان والتي ضمها هذا الكتاب، هي خير دليل على كل ذلك.
يعرف تشومسكي مكان الجرح أو الخلل، فهو لم يتصور أنه في يوم من الأيام سيكتب مقالة نقدية تنتج عنها ردة فعل قوية، مما يدفع صاحب "النيويورك تايمز" بأن يدرك فجأة مدى خطأ التعليمات والأوامر التي كان يصدرها لموظفيه من الصحيفة. فيما يتعلق بحقيقة الأخبار. بيد انه يؤمن أيضاً في قوة العقل، للاستدلال على الحقيقة بعناية. ولذا يقول تشومسكي لمحاوره وهو يبحث بنوع من الاستغراب لا أعرف لماذا يستمرون في نفاقهم" وذلك عندما كان يناقش معه بحنق مسألة "التظهير العرقي" في البوسنة، والذي أثار أيضاً أصوات يهود أميركيين، من الذين قضوا حياتهم وهم يكتمون بهدوء مسألة التطهير العرفي الذي بدأ في إسرائيل في عام 1948. ويشعر تشومسكي بظل، وقسوة ونفاقات السلطة بشكل أكثر من أي واحد آخر، انها حالة من الحيطة المستمرة. وانه من الصحيح أن تشومسكي عنده فهم جيد للتاريخ والسياسة المعاصرة، بحيث يتناول الموضوع بشجاعة فائقة، وما يقدمه تشومسكي فهو "صورة كبيرة مترابطة، مدعومة بحقيقة تشتمل على مئات الصور الصغيرة ومسارح منفردة للصراع، والنضال والقمع.
إلا أن هناك وجهة نظر غير متعاطفة مع تشومسكي، من أنه قد همش من قبل الثقافة المهيمنة أو السائدة. ولغاية الوقت الراهن فإن هذا الرجل الذي اعتبر من أعظم المفكرين البارزين الأميركيين، والذي لم يشاهد أو يقابل شبكات التلفزيون الأميركية، كان عرضه للافتراء والتشهير والأذى في الصحافة المشتركة. إن مثل هذا الذم والتشويه هو متوقع تماماً. فمعظم أعمال تشومسكي تستلزم الذاكرة، لتذكر كل شيء حول الموضوع. مثل المقالة التي كرمت أ.ج ميوست، حيث يثير فيها تشومسكي مسألة السياسة الأميركية تجاه اليابان في عقد الثلاثينات، بالنسبة للنخبة الحاكمة، هي بالتأكيد خارجة عن التقييدات. ولكن فوق ذلك، فهل كان تشومسكي مهمش حقاً؟ إذ توجد هناك منذ زمن طويل محاولات عنيفة لاقصائه وإبعاده عن أي مسرح تقليدي للتداول أو النقاش الفكري وخاصة فيما يتعلق بالمسائل الأكثر زخماً وأهمية في مناطق مختلفة من العالم وخاصة الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى وغيرها. بيد أن القول بأنه قد "همش" فهو قول لا ينطبق مع وزنه الفعلي في الثقافة ككل. إن أعظم منقبة لتشومسكي هي أن رسالته الأساسية بسيطة. والحوارات التي أجراها معه ديفيد بارسميان والتي ضمها هذا الكتاب، هي خير دليل على كل ذلك.