يحتلُّ دينو بوتزاتي موقعا متميزا و خاصّا في الأدب الإيطالي المعاصر :إنّه روائيٌّ و قصّاص، وكاتب مسرحيٌّ، و شاعرٌ، و صحافيُّ لامعُ ، و رسّام .
كتب دينو بوزاتي أعمالَه الأدبيّةَ في فترة تميّز فيها الأدبُ الايطاليُّ بطغيان الواقعيّة الجديدة، فلم يُجار هذا التيّار، بل نهج طريقة ' الفانطاستيك '، للتّعبير عن قضايا فلسفية و تاريخية كانت تشغل إيطاليا الثلاثينيات، أثناء صعود الفاشية، فاستثمر كلَّ إمكاناته و أشكاله، مُعبّرا عما سمّته نيلاّ جيانيتو ب .
و تكمن مفارقةُ بوتزاتي في كونه كاتبا معروفا، و مشهورا على نطاق عالميّ واسع، فيما ظلَّ مُهمَّشا و مُبعَدا عن دائرة الاهتمام النقديّ في وطنه . سيتّهمه هذا النقدُ بفقر أفكاره و أسلوبه، و بعدم اهتمامه بالسّجالات الثقافية الكبرى، و بأصوله البورجوازية ، و بنزعته الإيدلوجية الماضوية، وفي الجملة، سيرى في أعماله : غيابَ كلّ مشروع إيديولوجيّ .
لقد عبّر بوتْزاتي على طريقته الخاصّة، أيْ منتهجا أسلوبا ينزاح عن هيمنة الواقعية، عن احتجاجه و نقده للعقيدة الموسولينية . إنّ ما سلكه كُتّابٌ إيطاليّون آخرون من نقْدٍ للظّواهر الاِجتماعيّة والسياسيّة وهم يتوسّلون كتابةً واقعيّةً ـ حقيقيّةً ، نهض به دينو بوتزاتي وهو يختار أسلوبَ الكتابة الفانطستيكية.
في 1966 ستُحقّق آثارُ بوتزاتي الأدبيةُ شُهرةً ذاع صيتُها في العالم ، سواء من حيث الاِهتمامُ البالغُ الذي أبداه النّقدُ لأعماله ، أو بفضل عَدّْه واحدا من مجموعة الكُتّاب المتمرّدين الذين يُزْعِجون التّصوُّرات التي وَقَرَت في الأذهان ، ويُرْبِكون المُواضعات الثقافيةَ التي دأب الجُمهورُ عليها واطْمأنّ إليها ، ويُخلْخلون علاقاته الطبيعيةَ التي أقامها مع الواقع ، ومقارنته بأعلام أدب الفانطستيك الكبار ، وخاصة فرانتس كافكا الذي قال عنه بوتزاتي : وقد أجمع الدّارسون لأدبه ونقادُّه على وجود هذا التقارب والتأثّر بين كاتب ومؤلّف .
يُعَدُّ دينو بوتزاتي ، بحقّ ، كاتبَ القلق الإنسانيّ الذي استقصى في رواياته ، كما في مجاميعه القصصيّة ، وُجوهَ هذا القلق المُتعدّدة التي تشغل بال الكائن. فنجده يتحدّث في آثاره الأدبيّة عن مطامح الإنسان التّافهة ، وأهوائه العبثية ، وعن انتظاراته الكُبْرى، وعجزه عن التّحكُّم في قدَر
يحتلُّ دينو بوتزاتي موقعا متميزا و خاصّا في الأدب الإيطالي المعاصر :إنّه روائيٌّ و قصّاص، وكاتب مسرحيٌّ، و شاعرٌ، و صحافيُّ لامعُ ، و رسّام .
كتب دينو بوزاتي أعمالَه الأدبيّةَ في فترة تميّز فيها الأدبُ الايطاليُّ بطغيان الواقعيّة الجديدة، فلم يُجار هذا التيّار، بل نهج طريقة ' الفانطاستيك '، للتّعبير عن قضايا فلسفية و تاريخية كانت تشغل إيطاليا الثلاثينيات، أثناء صعود الفاشية، فاستثمر كلَّ إمكاناته و أشكاله، مُعبّرا عما سمّته نيلاّ جيانيتو ب .
و تكمن مفارقةُ بوتزاتي في كونه كاتبا معروفا، و مشهورا على نطاق عالميّ واسع، فيما ظلَّ مُهمَّشا و مُبعَدا عن دائرة الاهتمام النقديّ في وطنه . سيتّهمه هذا النقدُ بفقر أفكاره و أسلوبه، و بعدم اهتمامه بالسّجالات الثقافية الكبرى، و بأصوله البورجوازية ، و بنزعته الإيدلوجية الماضوية، وفي الجملة، سيرى في أعماله : غيابَ كلّ مشروع إيديولوجيّ .
لقد عبّر بوتْزاتي على طريقته الخاصّة، أيْ منتهجا أسلوبا ينزاح عن هيمنة الواقعية، عن احتجاجه و نقده للعقيدة الموسولينية . إنّ ما سلكه كُتّابٌ إيطاليّون آخرون من نقْدٍ للظّواهر الاِجتماعيّة والسياسيّة وهم يتوسّلون كتابةً واقعيّةً ـ حقيقيّةً ، نهض به دينو بوتزاتي وهو يختار أسلوبَ الكتابة الفانطستيكية.
في 1966 ستُحقّق آثارُ بوتزاتي الأدبيةُ شُهرةً ذاع صيتُها في العالم ، سواء من حيث الاِهتمامُ البالغُ الذي أبداه النّقدُ لأعماله ، أو بفضل عَدّْه واحدا من مجموعة الكُتّاب المتمرّدين الذين يُزْعِجون التّصوُّرات التي وَقَرَت في الأذهان ، ويُرْبِكون المُواضعات الثقافيةَ التي دأب الجُمهورُ عليها واطْمأنّ إليها ، ويُخلْخلون علاقاته الطبيعيةَ التي أقامها مع الواقع ، ومقارنته بأعلام أدب الفانطستيك الكبار ، وخاصة فرانتس كافكا الذي قال عنه بوتزاتي : وقد أجمع الدّارسون لأدبه ونقادُّه على وجود هذا التقارب والتأثّر بين كاتب ومؤلّف .
يُعَدُّ دينو بوتزاتي ، بحقّ ، كاتبَ القلق الإنسانيّ الذي استقصى في رواياته ، كما في مجاميعه القصصيّة ، وُجوهَ هذا القلق المُتعدّدة التي تشغل بال الكائن. فنجده يتحدّث في آثاره الأدبيّة عن مطامح الإنسان التّافهة ، وأهوائه العبثية ، وعن انتظاراته الكُبْرى، وعجزه عن التّحكُّم في قدَر