لا نعرف ان احدا قارن بين غزو التتار لبغداد و غزو الفرنسيين للجزائر. و يبدو أن المؤرخين السابقين لم يكونوا في حاجة إلى مثل هذه المقارنة ما داموا يعرفون مسبقا أن التتار شعب متوحش و أن الفرنسيين شعب متحضر ، و هم متاكدون مسبقا أن الشعب المتوحش لا يقوم إلا بالتخريب و أن الشعب المتحضر لا يقوم إلا بالبناء. فإذا أضيف إلى ذلك أن التتار قوم قد مضت عليهم القرون و لم يعودا موجودين بذلك الوصف إلا في أحداث التاريخ و أن الفرنسيين قوم ما يزالون يعيشون بين الناس يدافعون عن أنفسهم بكل الوسائل بما في ذلك التهديد و التمويه ، إذا أضيف ذلك إذن عرفنا لماذا لم يعقد المؤرخون تلك المقارنة حتى الآن بين التتار في بغداد و الفرنسيين في الجزائر. و نحن أيضا لن يكون هدفنا عقد هذه المقارنة ، و لكن إذا وجد القراء أوجه شبه بين ما حدث هنا و هناك فنرجو ألا تقشعر جلودهم أو تصفر وجوههم لأن في مسيرة التاريخ كثيرا من التناقض.
لا نعرف ان احدا قارن بين غزو التتار لبغداد و غزو الفرنسيين للجزائر. و يبدو أن المؤرخين السابقين لم يكونوا في حاجة إلى مثل هذه المقارنة ما داموا يعرفون مسبقا أن التتار شعب متوحش و أن الفرنسيين شعب متحضر ، و هم متاكدون مسبقا أن الشعب المتوحش لا يقوم إلا بالتخريب و أن الشعب المتحضر لا يقوم إلا بالبناء. فإذا أضيف إلى ذلك أن التتار قوم قد مضت عليهم القرون و لم يعودا موجودين بذلك الوصف إلا في أحداث التاريخ و أن الفرنسيين قوم ما يزالون يعيشون بين الناس يدافعون عن أنفسهم بكل الوسائل بما في ذلك التهديد و التمويه ، إذا أضيف ذلك إذن عرفنا لماذا لم يعقد المؤرخون تلك المقارنة حتى الآن بين التتار في بغداد و الفرنسيين في الجزائر. و نحن أيضا لن يكون هدفنا عقد هذه المقارنة ، و لكن إذا وجد القراء أوجه شبه بين ما حدث هنا و هناك فنرجو ألا تقشعر جلودهم أو تصفر وجوههم لأن في مسيرة التاريخ كثيرا من التناقض.